أهلاً وسهلاً بكم بموقع اليماني نسألكم الدعاء لوالدتي بالشفاء بظهر الغيب
اليوم الدولي للسلام 2025: ما هو تاريخه وأهمية الاحتفال به عالمياً؟

اليوم الدولي للسلام
منذ فجر التاريخ والإنسانية تبحث عن الطمأنينة وسط صخب الحروب والنزاعات. وعلى الرغم من أنّ الحضارة البشرية شهدت تطوراً هائلاً في مجالات العلم والاقتصاد والتكنولوجيا، إلا أنّها ما زالت تتعثر دائماً أمام امتحان السلام. لهذا السبب خصّصت الأمم المتحدة يوماً عالمياً يُعرف بـ اليوم الدولي للسلام، يُحتفل به في 21 سبتمبر من كل عام، ليكون فرصة للتذكير بأهمية السلام كشرط أساسي للتنمية والعدالة.
إنّ هذا اليوم لا يقتصر على الاحتفالات الرسمية، بل هو مساحة زمنية تدعو الشعوب والحكومات والأفراد إلى التفكير، التوقف، وإعادة تقييم أولوياتهم.
فما الذي يجعل هذا اليوم مهماً إلى هذا الحد؟
وما قصة ظهوره لأول مرة؟
جذور اليوم الدولي للسلام: من فكرة إلى قرار أممي
- البدايات في الأمم المتحدة
في عام 1981، اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصدرت قراراً رقم (36/67) يقضي بتخصيص يوم عالمي للسلام. كان الهدف واضحاً: إيجاد مناسبة دورية تذكّر البشرية بأنّ الصراعات ليست هي القاعدة، وأنّ البديل موجود دائماً. في البداية، تقرر أن يكون هذا اليوم هو الثلاثاء الثالث من سبتمبر، ليتزامن مع افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة. - تثبيت التاريخ عام 2001
بعد عقدين تقريباً، ومع تصاعد الحروب في مناطق مختلفة من العالم، وجدت الأمم المتحدة أنّ ربط اليوم بتاريخ متغير يجعل من الصعب الاحتفاء به بشكل عالمي موحّد. لذلك، صدر قرار جديد عام 2001 ينص على أن يكون 21 سبتمبر موعداً ثابتاً للاحتفال. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ رمزاً للسلام حول العالم. - رمزية وقف إطلاق النار
لم يكن الهدف مجرد احتفال بروتوكولي، بل أرادت الأمم المتحدة أن يكون هذا اليوم بمثابة هدنة عالمية، ولو ليوم واحد. إذ دعت جميع الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية. فعلياً، لم يتحقق ذلك بشكل كامل، لكنّ مجرد وجود دعوة رسمية سنوية بهذا المعنى يحمل رسالة قوية: لتعزيز أن العالم يتفق، ولو نظرياً، على أنّ السلام أفضل من الحرب دائماً والشعوب تستطيع ان تنعم يومًا بالسلام. - جرس السلام في نيويورك
ومن الرموز المرتبطة بهذا اليوم أيضاً، جرس السلام الموجود في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. هذا الجرس صُنع من عملات معدنية تبرع بها أطفال من مختلف دول العالم، وأهدته اليابان للأمم المتحدة عام 1954. يُقرع الجرس في 21 سبتمبر من كل عام ليذكّر البشرية بأنّ السلام حلم مشترك بين الجميع 🌍.
أهداف اليوم الدولي للسلام: ما وراء الكلمات
قد يتساءل البعض: ما فائدة تخصيص يوم واحد باعتباره للسلام بينما الحروب تشتعل في عشرات المناطق؟ والإجابة أنّ اليوم الدولي للسلام ليس مجرد “حدث” بل هو أداة توعية وأحياناً وسيلة ضغط على الحكومات وصانعي القرار. الأهداف متعددة في جميع أنحاء الكره الأرضية ويمكن تلخيصها وتوسيعها كالآتي:
1- تعزيز ثقافة السلام
السلام لا يعني فقط غياب الحرب، بل يعني أيضاً:
- وجود حوار دائم بين الأطراف المختلفة.
- ترسيخ قيم التسامح والتعايش.
- بناء مؤسسات عادلة تحترم حقوق الإنسان.
📌 مثال عملي: في رواندا بعد الإبادة الجماعية في التسعينيات، لم يكن كافياً إسكات البنادق، بل كان لا بد من تعزيز قيم المصالحة في المدارس والمجتمع. وهنا يظهر دور “ثقافة السلام” كعامل أساسي لإعادة البناء.
2- وقف إطلاق النار ولو ليوم واحد
الأمم المتحدة دعت أكثر من مرة الأطراف المتحاربة إلى احترام هدنة يوم 21 سبتمبر.
- في بعض المناطق تمكّنت منظمات الإغاثة من استغلال هذه الهدنة لـ يتم الوصول إلى المدنيين المحاصرين.
- في دول أخرى لم ينجح الأمر عملياً، لكن مجرد الدعوة نفسها خلقت نقاشاً واسعاً حول “لماذا لا يتوقف القتال ولو ليوم واحد؟”.
💡 وهذا بحد ذاته إنجاز توعوي، لأنه يُظهر أن استمرار الحرب خيار بشري، وليس قدراً محتوماً.
3- ربط السلام بالتنمية المستدامة
من أهداف اليوم الدولي للسلام أن يوضح أنّ السلام شرط أساسي للتنمية.
- لا يمكن بناء مدارس أو مستشفيات في مناطق القصف.
- لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية أو تحسين الاقتصاد في ظل انعدام الأمن.
- كل خطة تنمية، سواء في إفريقيا أو آسيا أو حتى أوروبا، ترتبط بوجود بيئة آمنة مستقرة.
📊 وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، الدول التي شهدت نزاعات مسلحة تحتاج في المتوسط إلى أكثر من 15 عاماً لاستعادة مستوى التنمية الذي كان موجوداً قبل الحرب. وهذا يبرهن أنّ السلام ليس قيمة أخلاقية فقط، بل مصلحة اقتصادية واجتماعية مباشرة.
4- إشراك الأفراد في صناعة التغيير
من الأهداف المهمة أيضاً أن يشعر كل فرد في العالم بأن له دوراً.
- قد يظن البعض أن السلام مسؤولية الحكومات فقط، لكن الحقيقة أنّ السلام يبدأ من سلوكيات صغيرة: التسامح، الحوار، احترام الآخر.
- اليوم الدولي للسلام يعطي فرصة للمدارس والجامعات والمنظمات الصغيرة أن تطلق مبادرات، حتى لو كانت بسيطة، مثل ورشة رسم عن السلام أو ندوة توعية.
✨ الفكرة أن يقتنع الناس أنّ السلام مسؤولية مشتركة دائماً.
5- لفت الأنظار للقضايا العالمية
كل عام يُربط اليوم الدولي للسلام بقضية عالمية معاصرة. على سبيل المثال:
- في سنوات سابقة كان الموضوع عن المناخ، باعتبار أن الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى صراعات.
- في سنوات أخرى كان التركيز على الشباب أو التعليم كطريق لبناء أجيال قادرة على العيش بسلام.
- وفي 2025، كما سنرى في القسم القادم، جاء الشعار مختلفاً ويحمل دعوة عاجلة للتحرك.
كل عام تختار الأمم المتحدة شعارًا لليوم الدولي للسلام يعكس التحديات الراهنة، وفي عام 2025 جاء الشعار:
“العمل معًا لعالم أكثر أمانًا”.
هذا الشعار ليس مجرد جملة، بل رسالة موجهة إلى الحكومات والمجتمعات والأفراد على حد سواء.
لماذا هذا الشعار؟
العالم اليوم يواجه أزمات متشابكة:
- النزاعات المسلحة: من أوكرانيا إلى السودان إلى غزة، ما زالت صور الضحايا تتصدر الأخبار.
- الإرهاب والجماعات المسلحة: تهدد الاستقرار في مناطق عدة.
- أزمات المناخ: ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يضاعف من حدة الصراعات على الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الزراعية.
- الهجرة القسرية: ملايين اللاجئين يتركون أوطانهم بحثاً عن الأمان.
في ظل هذه التحديات، أرادت الأمم المتحدة أن ترسل رسالة واضحة:
السلام لا يمكن أن يُصنع بشكل فردي أو أحادي، بل يحتاج إلى تعاون عالمي.
أبعاد الشعار
- العمل معًا
- يعني أن المسؤولية مشتركة: حكومات، منظمات، شعوب، إعلام، وحتى الأفراد.
- لا يكفي أن تعيش دولة واحدة في استقرار بينما الدول المجاورة تحترق بالحروب، لأن تداعيات الفوضى تنتقل عبر الحدود.
- عالم أكثر أمانًا
- السلام ليس فقط غياب السلاح، بل وجود أمن اجتماعي واقتصادي.
- “الأمان” هنا يشمل:
- أمان بيئي (القدرة على العيش في بيئة نظيفة).
- أمان اقتصادي (وظائف ودخل مستقر).
- أمان صحي (رعاية صحية متاحة للجميع).
كيف يترجم الشعار إلى خطوات عملية؟
- برامج الأمم المتحدة: تنظيم فعاليات في المدارس والجامعات حول العالم.
- مبادرات محلية: تشجيع المجتمعات على إطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- جهود الحكومات: تعزيز الدبلوماسية الوقائية والوساطات السلمية.
ردود الفعل العالمية
- بعض الدول ركزت على تعزيز التعليم كطريق إلى السلام المستدام.
- منظمات غير حكومية استغلت المناسبة لإطلاق حملات ضد العنف الأسري، معتبرة أن السلام يبدأ من داخل الأسرة.
- على الإنترنت، أطلق ناشطون وسوم (
#اليوم_الدولي_للسلام
و#PeaceDay2025
) لتبادل رسائل التضامن والصور.
كيف يحتفل العالم باليوم الدولي للسلام؟
رغم أنّ اليوم الدولي للسلام مُعلن بقرار رسمي من الأمم المتحدة، إلا أن الاحتفال به يختلف من بلدٍ لآخر ومن ثقافةٍ لأخرى. ما يوحّد الجميع هو الرسالة: نشر ثقافة السلام والتسامح بدل الصراع والكراهية.
1. احتفالات الأمم المتحدة 🕊️
- في مقرها بنيويورك، يُقرع جرس السلام الشهير المصنوع من عملات معدنية تبرّع بها أطفال من مختلف الدول. هذا التقليد يذكّر بأنّ المستقبل الحقيقي للسلام يبدأ من الأجيال الصغيرة.
- يُقام كذلك حفل رسمي يضم كلمات من الأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى عروض موسيقية وفنية من ثقافات مختلفة لإبراز وحدة التنوع البشري.
2. الفعاليات التعليمية 📚
- كثير من المدارس والجامعات حول العالم تنظم ورش عمل ومحاضرات عن ثقافة اللاعنف.
- بعض المدارس تخصص هذا اليوم لمبادرات رمزية مثل:
- كتابة رسائل سلام وتعليقها على جدران الفصول.
- إطلاق حمائم بيضاء في الساحات المدرسية.
- غرس أشجار باسم “شجرة السلام”.
3. الأنشطة المجتمعية 🌍
- منظمات المجتمع المدني تستغل اليوم لتنظيم مسيرات سلمية في الشوارع، يرفع المشاركون خلالها لافتات تدعو إلى التسامح.
- تُقام جلسات حوار بين أديان وثقافات مختلفة لكسر الصور النمطية وبناء الجسور.
- بعض المدن الكبرى تخصص معارض فنية يشارك فيها فنانون بلوحات أو أعمال تجسد مفهوم السلام.
4. دور الإعلام ووسائل التواصل 📱
- في عصر الرقمية، أصبح الإنترنت ساحة أساسية للاحتفال.
- يُطلق الناشطون وسوماً موحّدة مثل #PeaceDay و #اليوم_الدولي_للسلام لنشر رسائل أمل وصور وفيديوهات قصيرة.
- بعض القنوات التلفزيونية تبث أفلاماً وثائقية وبرامج خاصة عن قصص نجاح في المصالحة بين الشعوب.
5. المبادرات الحكومية 🏛️
حكومات عديدة تستغل اليوم لإطلاق مبادرات وطنية مثل:
- خطط للحد من العنف الأسري.
- تشريعات لمكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت.
- تمويل مشاريع شبابية تعزز الحوار بين المكونات الاجتماعية.
6. مشاركة الأفراد 🙌
ليس ضرورياً أن تكون حكومة أو منظمة لتحتفل باليوم الدولي للسلام. كل فرد يمكنه المساهمة من خلال:
- نشر رسالة إيجابية على صفحاته الشخصية.
- مساعدة محتاج أو فقير.
- حل خلاف بسيط مع جار أو صديق.
- تخصيص وقت للتأمل والدعاء من أجل عالم أفضل.
الفكرة الأساسية أن السلام يبدأ بخطوات صغيرة جداً، لكنها حين تتراكم تصنع فرقاً هائلاً.
التحديات التي تواجه تحقيق السلام عالمياً
رغم كل المبادرات والاحتفالات، يظل السلام العالمي هدفاً بعيد المنال أحياناً، لأن الطريق مليء بالعقبات والتحديات.
1. النزاعات المسلحة
- هناك أكثر من 30 صراعاً مسلحاً حول العالم حتى عام 2025، بعضها ممتد لعقود.
- هذه النزاعات لا تقتل فقط، بل تدمّر البنى التحتية وتترك أجيالاً كاملة بلا تعليم أو رعاية صحية.
2. التطرف والإرهاب
- الأيديولوجيات المتطرفة تغذي العنف وتزرع الخوف بين المجتمعات.
- معالجة التطرف تحتاج حلولاً فكرية وثقافية، وليس فقط عسكرية.
3. الفقر وعدم المساواة
- ملايين يعيشون تحت خط الفقر، ما يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل جماعات مسلحة أو شبكات إجرامية.
- السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بتوزيع عادل للثروات والفرص.
4. أزمة المناخ 🌡️
- الجفاف والفيضانات والحرائق لم تعد مجرد كوارث طبيعية، بل باتت مسببات للنزاعات بسبب التنافس على الموارد.
- مثال: صراعات في أفريقيا حول مصادر المياه بسبب تغير المناخ.
5. غياب الإرادة السياسية
- أحياناً تقف المصالح الاقتصادية والسياسية عقبة أمام تحقيق حلول سلمية.
- كثير من القوى الكبرى تنخرط في صراعات بالوكالة، ما يزيد من تعقيد المشهد العالمي.
هذه التحديات تذكّرنا بأنّ الاحتفال باليوم الدولي للسلام ليس مجرد طقس سنوي، بل دعوة متجددة للعمل الجاد والبحث عن حلول مبتكرة.
الختام
يأتي اليوم الدولي للسلام 2025 ليذكّرنا بأنّ العالم، رغم ما فيه من صراعات، ما زال يحمل بذور الأمل. إنه فرصة للتوقف لحظةً واحدة وسط زحمة الأحداث لنفكّر: كيف يمكن لكل واحد منّا أن يسهم في بناء عالم أكثر عدلاً وأماناً؟
الاحتفال بالسلام لا يعني غياب الحروب فقط، بل يعني أيضاً وجود عدالة، مساواة، بيئة نظيفة، فرص تعليم للجميع، واحترام متبادل بين الشعوب.
فإذا كنت تقرأ هذه السطور اليوم، تذكّر أن السلام يبدأ من قلبك أنت:
- من كلمة طيبة تقولها.
- من يدٍ تمتد لمساعدة محتاج.
- من جهدٍ صغير لنشر ثقافة المحبة والتسامح.
وفي النهاية، سيظل اليوم الدولي للسلام دعوة مفتوحة للبشرية:
لنجعل 21 سبتمبر ليس مجرد ذكرى سنوية، بل نقطة انطلاق لتغيير مستمر، يبدأ بالفرد ويمتد ليشمل العالم بأسره.
تواصل مع فريق موقع اليماني.
مقالات قد تهمك
أسرار كتاب “فن الحرب”: كيف تفوز في معارك الحياة (استراتيجية، تخطيط، نجاح)
مشاكل قد تواجه الأجنبي وخاصة اليمني في مصر: 6 تحذيرات وحلول
فن التفاوض كيف تصبح مفاوض بارع وتحقق النجاح في حياتك؟
التظاهر بالغباء فن ذكي في عالم يقدّس البساطة 7 طرق لفهمه وتطبيقه بذكاء
10 أسرار خفية عن النساء لن تراهن بنفس الطريقة بعد الآن – رقم 5 سيصدمك!