ليلة القدر خير من ألف شهر وعتق من النار

ليلة القدر خير من ألف شهر

ليلة القدر رحلة إيمانية استثنائية. في خضم شهر رمضان المبارك، تنبض قلوب المسلمين بحب وترقب لليلة استثنائية، ليلة تضاهي فضلها ألف شهر، ليلة تفتح فيها أبواب الجنة، ليلة تمحى فيها الذنوب، ليلة هي ليلة القدر.

ليلة القدر سر من أسرار الله تعالى، لم يحددها بليلة معينة، بل تركها عبادة وتحرّيًا للمسلمين، ليتسابقوا في الخيرات، ويجتهدوا في العبادة، فيغتنموا هذه الليلة المباركة.

 

 

The article is in English

 

بقلم الشيخ أبو معاذ مصطفى داود.

 

فضل قيام ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ

ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ : «ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭاﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ» متفق عليه.

ﻓﻘﻮﻟﻪ: (ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭاﺣﺘﺴﺎﺑﺎ) ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺏ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭاﺣﺘﺴﺎﺑﺎ للأجر ﻭطلب اﻟﺜﻮاﺏ. ﻭﻫﺬا ﺣﺎﺻﻞ ﻟﻤﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻁ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﻫﺬا اﻷﺟﺮ.

 

 

قال الله عز وجل

(إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ (4) سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)).

وقال سبحانه تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).

وقال سبحانه وتعالى (إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ (3) فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ (4) أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ (5) رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (6)) الدخان.
ﻭﻗﺎﻝ سبحانه وتعالى (ﻭﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓﺮﻗﻨﺎﻩ) (106-اﻹﺳﺮاء).

 

 

مجمل معنى الآيات

أن الله ﷻ يخبرنا أنه ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺡ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ مفرقاً ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ. صح هذا عن ابن عباس رضي الله عنه وسعيد ابن جبير غيرهما.

وﻗﻮﻟﻪ (ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺣﻜﻴﻢ) ﻗﺎﻝ : ان ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭاﻟﻤﻮﺕ. ﻳﻘﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎﻳﺶ ﻭاﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻛﻠﻬﺎ،(ليلة القدر خير من ألف شهر).

وما رجحه الإمامين وهما الامام إبن جرير الطبري والامام ابن كثير أنه عملٌ في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﻞ ﻭاﻟﺸﺮﻑ ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﺜﻮاﺏ ﻭاﻷﺟﺮ كذلك ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭاﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ.

{ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭاﻟﺮﻭﺡ ﻓﻴﻬﺎ}

كذلك ﻳﺘﻨﺰﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ بالبركة والخير ﻭاﻟﺮﺣﻤﺔ. (ﻭاﻟﺮﻭﺡ) ﻫﻮ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ولذلك ﺧﺼﻪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻟﺸﺮﻓﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ.

{ﺳﻼﻡ ﻫﻲ} ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻼﻡ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺨﻮﻑ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻬﺎ.
{ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ} ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻄﻠﻮﻉ اﻟﻔﺠﺮ ﻻﻧﺘﻬﺎء ﻋﻤﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻪ.

 

 

لماذا سميت بهذا الاسم؟

وسُمِّيتْ لَيلةُ القَدرِ بهذا الاسمِ؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشرَفِها. أو لأنَّ للطَّاعاتِ فيها قدْرًا.
اﻟﻘﺪﺭ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺸﺮﻑ ﻭاﻟﺘﻌﻈﻴﻢ، ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭاﻟﻘﻀﺎء؛ وذلك ﻷﻥ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﺷﺮﻳﻔﺔ وﻋﻈﻴﻤﺔ. ﻳﻘﺪﺭ اﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻘﻀﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻩ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ.

ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ :
منها ﺃﻥ اﻟﻠﻪ عز وجل ﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم اﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻫﺪاﻳﺔ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻻﺧﺮﻩ. فهي ليلةٌ من أشرفِ اللَّيالي، كذلك فيها تكونُ الحسناتُ مُضاعَفةً، وتُكفَّرُ فيها السيِّئاتُ.

وهي أبرك ليالي شهر رمضانَ. ومنها ﺃﻥ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاﻫﺎ.
من أعطاها أعطى الخير كله سبحان الله ومن حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرمها إلا محروم.

ﻭﻫﺬا ﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ سبحانه ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻓﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻤﻮﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻴﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ والطاعة.
ومنها ﺃﻥ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭاﻟﺮﺣﻤﺔ.

وقد أنزل الله سورة كاملة في فضل ليلة القدر ومنها ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻼﻡ ﻟﻜﺜﺮﺓ اﻟﺴﻼﻣﺔ. وكذلك ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭاﻟﻌﺬاﺏ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ كل فرد منا.

وقد أعطى الله سبحانه وتعالى الأمم السابقة من الأعمار الكبيرة، فامتنّ على هذه الأمة بليلة القدر كل رمضان فضلاً منه وكرماً.

 

وما أدراك ما ليلة القدر

 

تحديد ليلة القدر

اعلم رحمك الله ﺃﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﻣﺘﻰ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ، ﺛﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ سبحانه وتعالى بحكمته ﻗﺪ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﺇﻳﺎﻫﺎ.
بتلاحي رجلين من المسلمين ﻭقد ﺑﻘﻲ اﻟﺤﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ، وبذل الجهد في تعيينها بليلة محددة جهد بلا طائل.

ﻭقد قال اﻟﻨﺒﻲ : «ﺗﺤﺮﻭا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮ اﻷﻭاﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ» متفق عليه.

ﻭﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﻭﺗﺎﺭ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ اﻷﺷﻔﺎﻉ وأرجى. فعن عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ قَالَ : (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ) متفق عليه.

“تَحَرَّوْا”، أي: ابْذُلوا جُهدَكم وحِرصَكم في طلَبِها، وهِي في ليالي الوَتْرِ، أي: في الليالي الوَتْريَّةِ.

وهيَ:

  • الحادِيةُ والعِشرونَ.
  • الثالثةُ والعِشرونَ.
  • الخامِسةُ والعِشرونَ.
  • السَّابعةُ والعِشرونَ.
  • التاسعة والعِشرونَ.

 

وهذا يحثنا على تَحرِّي ليلةِ القَدْرِ واغتنامِها بالأعمالِ الصَّالحةِ؛ لِمَا فيها مِن زِيادةِ الفَضلِ والأَجرِ.

ﻭﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻭاﺧﺮ ﺃﻗﺮﺏ؛ ﻟﺤﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ (ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻻ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺃﺭﻭا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻭاﺧﺮ.
ﻓﻘﺎﻝ النبي : (ﺃﺭﻯ ﺭﺅﻳﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺗﻮاﻃﺄﺕ (ﻳﻌﻨﻲ اﺗﻔﻘﺖ) ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻭاﺧﺮ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﺮﻳﻬﺎ ﻓﻠﻴﺘﺤﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻭاﺧﺮ) متفق عليه.

ﻭﻋﻨ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ: (اﻟﺘﻤﺴﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮ اﻷﻭاﺧﺮ (ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ)، ﻓﺈﻥ ﺿﻌﻒ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻭ ﻋﺠﺰ ﻓﻼ ﻳﻐﻠﺒﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺒﻮاﻗﻲ) رواه مسلم.

ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺃﻭﺗﺎﺭ اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻭاﺧﺮ وهي ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : (ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﻋﻠﻢ ﺃﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﻫﻲ، ﻫﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬﺎ، ﻫﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ) رواه مسلم.

ﻭﻻ ﺗﺨﺘﺺ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻮاﻡ، ﺑﻞ أنها ﺗﺘﻨﻘﻞ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺜﻼ. كذلك ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ.

ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : (اﻟﺘﻤﺴﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺳﻌﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻌﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺧﺎﻣﺴﺔ ﺗﺒﻘﻰ).
كما ورد بالبخاري ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎﺭﻱ : ﺃﺭﺟﺢ اﻷﻗﻮاﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ.

ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﺎﻟﻲ اﻟﻌﺸﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭاﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻼ ﺷﻚ، ﻭﻓﺎﺯ ﺑﻤﺎ ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻫﻠﻬﺎ. ﻭقد ﺃﺑﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ الليلة ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻟﻴﺠﺘﻬﺪﻭا ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺭاﻛﻬﺎ.

 

 

علامةُ ليلةِ القَدْرِ

من علاماتِ ليلةِ القَدرِ أنَّ الشَّمسَ تطلُعُ في صبيحَتِها بيضاء صافيةً، ليس لها شُعاعٌ. كما ثبت عن أبي بن كعب رضي الله عنه، عند مسلم وغيره.
وتتميز أن يكون فيها من السكينة ما يوجد في غيرها.

 

 

دعاء من وفق لليلة القدر

ﻭقد ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ (ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ : أرايت ﺇﻥ ﻭاﻓﻘﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪﺭ ﻓﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ : ﻗﻮﻟﻲ، اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻓﺎﻋﻒ ﻋﻨﻲ) صحيح رواه أحمد ح 25479 والترمذي (3513)، وغيرهما.

 

 

ما معنى العفو؟

العفو في اللغة : هو الزيادة، ويقال الكثرة في عفو المال زيادته، عفو الله بأن يعطيك ما تسأل وفوق ما تسأل.

يقول إبن القيم رحمه الله

اذا كنت تدعُو وضاقَ عليك الوقت.
و تزاحمَت في قلبك حوائجُك.
فاجعل كل دُعائك أن يعفُو الله عنك.
فإن عفَا عنك أتتك حوائجُك من دون مسألة.
استشعر ما يتضمنه معناها حين تدعوه.

حيث أن العفو هنا :

ثلاثة وهم (عفو في الأبدان – عفو في الأديان – عفو من الديان).

• عفو الأبدان : شفاؤك من كل داء.
• عفو الأديان : توفيقك إلى الخير، والعبادة والطاعة، وكل أعمال الآخرة.
• عفو الديان : المقصود هنا هو (الصفح والعفو والغفران) من الله تعالى ويقصد بذلك محو الذنب، والتجاوز عنها، وترك العقوبة عليه.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

كتب بقلم الشيخ أبو معاذ مصطفى داود.

تلفون: 01008351392 

واتساب: 01116846748

 

وما أدراك ما ليلة القدر

 

الختام

نشكر أخونا الشيخ أبو معاذ مصطفى داود، على المقالة الأكثر من رائعة والمتميزة.

مع تحيات فريق موقع اليماني.

مع تحيات فريق ICVW.

تواصل مع فريق موقع اليماني.

 

مقالات خاصة بالشيخ

أبو معاذ مصطفى داود للرقية الشرعية بالقرآن وصحيح السنة النبوية

زكاة الفطر أحكام وآداب

شهر رمضان (العشر الاواخر) آخر 10 أيام

صلاة التراويح أو صلاة القيام 2023

أوضح بيان في تصفيد الشياطين في رمضان

تعليم الرقية الشرعية

شروط وضوابط الرقية الشرعية

5/5 - (1 صوت واحد)

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

  1. ليلة هي تاج الليالي بل هي درة الليالي ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والسماء، ليلة بدأ فيها نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد ﷺ ليلة يفرق فيها كل أمر حكيم.. ما هي هذه الليلة العظيمة وما هي ميزاتها وفضائلها للمعرفة تابع المقال
    https://www.arabicdawateislami.net/blog/422

تواصل معنا
1
أهلاً وسهلاً:
كيف يمكننا مساعدتك!
تواصل مع فريق موقع اليماني.